وفقا لأرقام رسمية صادرة عن نظام الأسد، فقد بلغ عدد من أقدم على الانتحار في المناطق الواقعة تحت سيطرته 87 حالة انتحار منذ بداية عام 2020 وحتى نهاية شهر حزيران الماضي، بينما شهد عام 2019، 124 حالة انتحار على مدار العام كاملا، تصدرت مدينة حلب العدد بتسجيل 18 حالة، تلتها اللاذقية ب 13 حالة، ومن ثم العاصمة دمشق ب 10 حالات انتحار.
آخر حالات الانتحار في مناطق النظام سجلت يوم الثلاثاء الفائت مع إنهاء شاب "كرم الحافظ" البالغ من العمر 17 عاما حدا لحياته بعدما وصلت أحلامه وطموحاته إلى نهايتها عقب وفاة والده بانفجار مرفأ بيروت في ال 4 من شهر آب الماضي، وهو كان المعيل الوحيد لأسرته، حيث عثر على جثة الشاب في منزله بقرية تلدرة بريف السلمية التابعة لمحافظة حماة بعد أن أقدم على الانتحار شنقاً.
مصادر مقربة من الشاب تحدثت بأن حياة كرم ساءت بشكل كبير وتغيرت بالكامل بعد فقدان والده في تفجير مرفأ بيروت، والذي كان مسؤولاً عن الدخل المالي الوحيد لعائلة الضحية. الأمر هذا أجبر والدته على القيام بأعمال بسيطة داخل قريتهم لإعالته وأخوته الثلاثة، مما وضع كرم أمام خيار العمل لمساندة والدته وهو في سنّه الصغير، ولكن قلة فرص العمل في منطقته، ورغبته بمتابعة دراسته، ليكمل حلمه في الوصول إلى الجامعة، "وضعه أمام خيار الانتحاره"، بحسب المصدر، الذي يشدد على أن كرم لم يكن يعاني من أي مرض نفسي.
توالت قصص الانتحار لسوريين مراهقين في مناطق حمص ودمشق وحلب وغيرها، ومعظمها جاء بسبب الصعوبات التي بات يواجهها هذا الجيل في ظل حكومة نظام الأسد ومعوقات الحياة. حيث يخشى السوريون من أن يصبح خيار الانتحار شائعاً بين أبنائهم، وسط القصص المتوالية من الانتحارات التي ترد بشكل أسبوعي، خصوصاً أن الأسباب التي تدفع للانتحار لا تتغير، بل تزداد سوءاً.
تُصنّف سوريا، وفقًا لأحدث تقارير منظمة الصحة العالمية، في 10 من أيلول 2019، من أقل الدول بنسب الانتحار، بأقل من خمس حالات لكل 100 ألف شخص، وسط غياب إحصائيات وبيانات وافية عن حالات الموت والانتحار.
اضف تعليقاً عبر:
الابتسامات