-->
»نشرت فى : الأربعاء، 1 أبريل 2020»بواسطة : »ليست هناك تعليقات

ماذا تعرف عن فيلق المدافعين عن حلب؟



لم تمضي عدة أيام على خروج الفصائل الثورية من أحياء مدينة حلب الشرقية مطلع العام ٢٠١٧ وسيطرت ميليشيات الأسد على كامل المدينة حتى بدأ صراع على النفوذ والسيطرة عليها بين روسيا وإيران، حيث لجأ كل طرف لدعم ميليشيات محلية تهدف لفرض نفوذها على مدينة حلب العاصمة الاقتصادية لسوريا.


حيث لجأت روسيا إلى دعم ميليشيات الشبيحة المعروفين بالدفاع الوطني من أمثال عائلة بري وغيرها فضلا عن دعم مطلق للواء القدس الفلسطيني والذي كان يتبع سابقا للحرس الثوري الإيراني، بينما لجأت إيران لدمج عدة ميليشيات شيعية محلية تحت قيادة واحدة تابعة للحرس الثوري الإيراني أطلقت عليه اسم "فيلق المدافعين عن حلب".


تأسس الفيلق يوم ٢٧ شباط من عام ٢٠١٧ بعد أن ضم عدة تشكيلات وميليشيات شيعية من مدينة حلب وأريافها أهمها "فوج الحاضر" و "فوج عزان" و "فوج السفيرة" بالإضافة لتشكيلات أخرى محلية تأسست منذ عام ٢٠١٥ في ريف حلب الجنوبي وأخرى ظهرت عقب تمدد ميليشيات الأسد على حساب تنظيم الدولة في مناطق ريف حلب الشرقي في العام ٢٠١٧.


تزعم الفيلق بداية تأسيسه العميد الركن "هيثم النايف" وهو من الطائفة "الجعفرية" من أبناء بلدة الفوعة شمال إدلب، من القاطنين بمدينة حلب منذ عدة سنوات، وكان قائدا لما يسمى بقوات الدفاع المحلي والذي أصبح فيلق المدافعين عن حلب تابعا له حتى العام ٢٠١٨ وهي لحظة ظهور الفيلق بشكل قوي في حلب.

منذ عام ٢٠١٧ وحتى شهر نيسان ٢٠١٨ لم يختلف الفيلق عن باقي الميليشيات من حيث النفوذ والسلطة حتى مقتل قائده النايف بشهر نيسان ٢٠١٨ بحادث سير قيل أنه مدبر على طريق إثريا-خناصر، وهنا استلم شخص إيراني زمام القيادة لم يعرف عنه سوى أنه "الحاج محسن" حيث برز الفيلق تحت إمرته وباتت كامل قوات الدفاع المحلي تابعة له.

عمد الحاج محسن إلى تقسيم مناطق نفوذ الفيلق ل ٤ قطاعات أو كما يسميها "مربعات" مقسمة مابين مدينة حلب وريفها، ويعتبر المربع الثاني هو الأبرز والأكثر نفوذا حيث يتوسط مدينة حلب في حي التلفون الهوائي ويتزعم إدارته "العقيد غسان كيخي" وهو من يعطي توجيهاته وأوامره لباقي المربعات، فيما يقع المربع الأول بأحياء حلب الشرقية تحت إدارة شخص يسمى "محمد سلطان" بينما يتوزع المربع الثالث بريف حلب الجنوبي وتحديدا في مناطق السفيرة والحاضر ، والمربع الرابع بمنطقة دير حافر شرقي حلب وكلاهما تحت إشراف أشخاص مقربين من "الحاج محسن".


إدارة المربعات هي صاحبة السلطة والكلمة في المناطق التي تتواجد بها حيث تعمل على تعيين مخاتير الأحياء وأعضاء المجالس ، كما يملك الفيلق تمثيلا داخل مجلس محافظة حلب، ويتبع للمربعات الأربعة مكاتب فرعية مسؤولة عن التعليم والثقافة والشؤون الدينية.


يسعى الفيلق لتطويع أكبر شريحة ممكنة من المدنيين وهو ما يؤكده كلام قادته عند كل مناسبة حيث له نشاطات عسكرية وأخرى مدنية أوسع من سابقتها، فمن الناحية العسكرية يخضع المنتسبون الجدد لدورات عسكرية مغلقة في مناطق السفيرة ونبل والزهراء وجبل عزان والأخير تخرجت منه دورة تعد الأضخم عام ٢٠١٨، بينما يتم أخذ النخبة من عناصره لإجراء معسكرات مغلقة في إيران، ومن الناحية الأخرى تشمل التدريبات غير العسكرية تدريبات في الدفاع المدني  وإزالة الألغام ومكافحة الشغب وإخلاء الجرحى وغيرها.


يولي الفيلق الحياة المدنية اهتماما أكبر من الجانب العسكري، محاولا التقرب من وجهاء العشائر والوجاهات المحلية وغيرها حيث يعمل باستمرار على إقامة ندوات منها ندوة أقامها في مدينة حلب عن  مخاطر المخدرات بحضور مدراء المدارس ومخاتير الأحياء، فضلا عن مشاركته بمعرض حلب الدولي وتقديم الشركات الإيرانية التابعة له تخفيضات لعوائل قتلاه وعناصره.


من ناحية أخرى يدير الفيلق عدة جمعيات أهلية مهمتها رعاية عوئل قتلاه من دفع رواتب شهرية للأرامل وكفالات للأيتام فضلا عن التكفل بالتعليم والصحة ومن أشهر تلك الجمعيات " مجمع مهاد" و "مجمع الصراط الثقافي" و "مؤسسة أوج" كما عمل الفيلق على إعادة ترميم منازل استولى عليها بأحياء حلب الشرقية وتوطين عوائل عناصره تحت إشراف مباشر من هيئة إعادة الإعمار الإيرانية.


للشيعة الحلبيين مكانة خاصة عند قيادة الفيلق سعيا منه لجذبهم، حيث قام برعاية مئات العوائل من بلدتي نبل والزهراء شمال حلب واهتم بشكل خاص بعوائل بلدتي كفريا والفوعة القادمين من شمال إدلب، فضلا عن عوائل أخرى من العراق ولبنان وحتى أفغانستان، حيث قام عقب الاستيلاء على معظم أحياء حلب الشرقية بإعطائهم منازل في أحياء الفردوس والمشهد والأنصاري والصالحين والمرجة.

كما يسعى الفيلق للتقرب من باقي المذاهب والطوائف في مدينة حلب عبر مشاركته في كافة المناسبات الدينية لباقي الطوائف والأديان مثل المسيحيين والسريان والأرمن فضلا عن مشركته في الموالد الدينية التي تقيمها الصوفية كل عام في المدينة.

يذكر أنه وعقب استلام الحاج محسن زمام قيادة الفيلق لوحظ توسع نفوذ الأخير بشكل واسع بمختلف أحياء حلب وخاصة الشرقية على حساب التواجد الروسي الذي بات مقتصرا على عدة مواقع غرب حلب فضلا عن مقار لميليشياته بأحياء حلب الشرقية وخاصة في مخيم باب النيرب.

    اضف تعليقاً عبر:

  • blogger
  • disqus

الابتسامات

0102030405060708091011121314151617181920212223242526272829303132333435363738394041424344

powered by : blogger
كافة الحقوق محفوظة لمدونة Effect Network 2018 - 2019