انطلقت اليوم ، السبت، أولى الهجمات البرية لميليشيات الأسد في الجبهات المحيطة ببلدتي نبل والزهراء جهتي الغرب والجنوب الغربي في ريف حلب الغربي ، وعلمت الميليشيات على أكثر من محور باتجاه مواقع الفصائل الثورية شمال مدينة عندان وشرقي مدينة دارة عزة، وتركز الهجوم الأعنف نحو منطقة جبل الشيخ عقيل باعتبارها نقطة استراتيجية تمكن الميليشيات في حال السيطرة عليها من التوسع في المحيط القريب وتسهل السيطرة على الشيخ سليمان وقبتان الجبل وكفر تينة والفوج 11 في مرحلة لاحقة. الجديد في المعارك التي شهدتها جبهات غرب بلدتي نبل والزهراء، في محور الشيخ عقيل تحديداً، اشتراك "وحدات الحماية" أو كما تعرف اختصارا "قسد" في العمليات العسكرية إلى جانب ميليشيات الأسد وميليشيات الاحتلالين الروسي والإيراني ، انطلاقاً من مواقعها في باشمرا والذوق الكبير بطول جبهة تزيد عن 10 كيلومترات، وسبق للميليشيات أن نشرت مؤخراً في الخط ذاته قواعد مدفعية وصواريخ ونقلت كماً هائلاً من الأعداد والعتاد الحربي.
ودخلت قسد متمثلة بعمودها الفقري "وحدات حماية الشعب" المعركة إلى جانب ميليشيات النظام في محور عمليات واحد على الأقل والذي استهدف مواقع استراتيجية تسيطر عليها الفصائل الثورية شمال غربي حلب، الدخول المفترض لميليشيا الوحدات سيناريو تكرر تطبيقه في معارك الأحياء الشرقية بحلب أواخر العام 2016
عملياً، شاركت "وحدات الحماية" في معارك النظام أكثر من مرة خلال السنوات الماضية، ولم تقتصر على مشاركتها في معركة السيطرة على الأحياء الشرقية لمدينة حلب فقط، بداية من العام 2016 بدأت الوحدات في استغلال انشغال الفصائل الثورية بمعاركها شمالي حلب ضد قوات النظام وتنظيم الدولة، وبعد أن وصل النظام إلى بلدتي نبل والزهراء اللتين كانتا تحت حصار الثوار، نفذت "الوحدات" هجوماً برياً نحو منطقة تل رفعت التي سيطرت عليها في 16 شباط/فبراير 2016 وتوسعت فيما بعد في محيطها لتسيطر على أكثر من 40 قرية وبلدة ومزرعة شمالي حلب، وبدعم من النيران البرية التي قدمتها الميليشيات الإيرانية، ودعم روسي كبير عبر الغارات الجوية التي استهدفت مناطق الفصائل ومواقعها في تل رفعت وريفها. أواخر العام 2016 شاركت "وحدات الحماية" في معارك السيطرة على الأحياء الشرقية لمدينة حلب، وانطلقت مجموعاتها من مواقع تمركزها في الشيخ مقصود وبدعم من الميليشيات الإيرانية نحو أحياء الشيخ خضر وبستان الباشا, بعيدين وعين التل والهلك فوقاني وتحتاني والسكن الشبابي وغيرها في القسم الشمالي من مدينة حلب. يبدو دخول "وحدات الحماية" في المعركة تصعيداً روسياً كبيراً في مقابل التحركات التركية الخجولة في الميدان، ففي الوقت الذي ما يزال الموقف التركي متردداً وينحو نحو التصعيد البطيء وتواصل الميليشيات الروسية تقدمها على الأرض وتفتح محاور قتال جديدة تهدف إلى تقطيع أوصال مناطق سيطرة فصائل المعارضة وحصارها في محيط مدينة حلب، وتهدد لأبعد من ذلك، سرمدا وباب الهوى التي استهدفت أطرافها ليل الجمعة/السبت بالمدفعية.
اضف تعليقاً عبر:
الابتسامات